راصد تشارك في الدورة 11 لمنتدى الخاص بحقوق الاقليات ( نص الكلمة مع فيديو)
السيد الرئيس
السادة ممثلي الدول
السادة الزملاء ممثلي منظمات المجتمع المدني
أنا المحامي احمد رستم ومعي الزميل جوان يوسف ،نمثل اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا وهي منظمة غير مرخصة تعمل منذ 2006 في سوريا. ولضيق الوقت سوف ابدأ بفاقدي الجنسية من الكرد .
يشكل الكرد القومية الثانية في سوريا من حيث عدد السكان والتموضع الجغرافي ، ورغم تغير الأنظمة وتبدلها إلا أن الكرد لم يحظوا يوما بحقهم في الحياة الكريمة.
فهم ممنوعين من لغتهم وثقافتهم ، تخيلوا أيها السادة أن يكون المرء ممنوع عليه الكلام بلغته الأم ، نعم قد تستغربون ، لكنها الحقيقية، وجوان يوسف عانى منها عندما كان معتقلا في سجن صيدنايا العسكري ، كانت امه تبكي في كل زيارة وتغادر بدون أن تستطيع التكلم، فهي لا تعرف العربية وممنوع عليهم التكلم بالكردية.
وعلاوة على كل ذلك فقد تم في عام 1962 تجريد أكثر من 150 ألف كردي من الجنسية السورية وتم اعتبارهم أجانب غير معترف بهم ،لا يمكنهم السفر ولا يحق لهم التملك ولا العمل في المؤسسات الحكومية ولا الزواج من مواطنة أو مواطن سوري ، بهذا القانون أصبح زواج الكردي كارثة على الأبناء ، إنها جريمة إبادة جماعية بأدوات بيولوجية .
لقد اعيدت الجنسية إلى جزء من هؤلاء عام 2011 لكن المشكلة لم تنتهي ، ومعاناتهم مستمرة وبالأخص المكتومين منهم ، وهي فئة نتجت عن زواج المواطن الكردي من الكردية الأجنبية أو العكس أو من زواج مكتومين، وهؤلاء ليس لديهم قيود أو ما يثبت انهم بشر .
لقد خصت المادة 27 من الإعلان الخاص بحقوق الأقليات، أن الأشخاص المنتمين إلى الأقليات لهم حق المشاركة بفعالية في الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية ، وهذا جيد بكل تأكيد ولكن لننظر الآن إلى حيث توجد الأقليات ومنهم الكرد ، كيف يستطيع هؤلاء المشاركة بفعالية في الحياة العامة وهم أصلا لا يملكون حق المشاركة ومحاصرون بشتى الوسائل العنفية والقانونية .
فمثلا الآن تمارس الحكومة السورية كل وسائل التضييق على المنطقة الكردية لمنع تدريس اللغة الكردية ، وكيف يستطيع فاقد الجنسية أن يساهم في العامة وهو يعاني من مشكلة أساسية وجوهرية تتعلق بعدم امتلاكه لحق الملكية أو الزواج القانوني أو التنقل .
اليوم أصبح وضع الكرد أكثر تعقيدا مما كان عليه في السابق ، وباتوا معرضين للانقراض في سوريا فلا السلطة تعترف بإدارتهم ، وهم محاصرون من تركيا وحلفائها من المعارضة السورية .
أخيرا يجب أن نتذكر مدينة عفرين الكردية التي احتلها الأتراك في بداية العام الحالي وهي تتعرض الآن لعمليات تغيير ثقافي وديمغرافي وتعمل تركيا على فرض جنسيتها قسرا على سكانها الكرد.
تقبلوا فائق تقديري
جنيف 29.11.2018